يستضيف نادي توتنهام هوتسبير فريق تشيلسي يوم السبت في مواجهة جديدة من سلسلة مبارياتٍ قدّمت على مر السنين العديد من اللحظات التي لا تُنسى.

ويلتقي توتنهام مع نظيره تشيلسي، مساء اليوم السبت، ضمن منافسات الجولة 10 من الدوري الإنجليزي الممتاز.

ويحتل توتنهام المركز الثالث في جدول ترتيب “بريميرليج” برصيد 17 نقطة، بينما يقع تشيلسي في المركز التاسع برصيد 14 نقطة.

واستعرض الموقع الرسمي للدوري الإنجليزي أبرز المباريات والأهداف واللقطات والأداءات الفردية المميزة من مواجهات الفريقين خلال عصر الدوري الإنجليزي الممتاز.

مباراة سباعية الأهداف – ديسمبر 2024

كانت التوقعات مرتفعة عندما التقى توتنهام وتشيلسي في المباراة المقابلة الموسم الماضي – ولم يُخيب ديربي لندن الآمال.

شهد اللقاء سبعة أهداف في مباراة كلاسيكية متقلبة، تمكن فيها تشيلسي من العودة بعد تأخره 2-0 نتيجة زلتين مكلفتين من مارك كوكوريلا، لينتزع الفوز بنتيجة 4-3.

أكثر اللحظات تذكّرًا في المباراة كانت تلك التي جاءت بهدف الفوز، ركلة الجزاء على طريقة بانينكا التي نفذها كول بالمر.

تشيلسي يستغل الفوضى – نوفمبر 2023

شهد اللقاء الأول بين الغريمين في موسم 2023/24 عودة أحد المدربين إلى ناديه السابق.

لكن أول مواجهة لـ ماوريسيو بوكيتينو ضد فريقه السابق توتنهام، بعد توليه منصب المدير الفني لـ تشيلسي قبل بداية الموسم، طغت عليها الفوضى التي شهدتها المباراة، والتي اعتُبرت من بين أكثر المباريات إثارة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.

كان توتنهام قد فاز في ثماني مباريات من أول عشر له في الدوري تحت قيادة مدربه الجديد أنجي بوستيكوجلو.

بدا أنهم في طريقهم لمواصلة تألقهم عندما منحهم ديان كولوسيفسكي التقدم المبكر، لكن ليلتهم وبدايتهم الرائعة للموسم سرعان ما بدأت تتفكك.

عادل كول بالمر النتيجة من ركلة جزاء احتُسبت بعد تدخل كريستيان روميرو العنيف على إنزو فيرنانديز، والذي أدى إلى طرده بالبطاقة الحمراء. بعد ذلك، خسر توتنهام ثلاثة لاعبين أساسيين إضافيين — ميكي فان دي فين وجيمس ماديسون بسبب الإصابة، وديستيني أودوجي الذي لحق بـ روميرو بعد حصوله هو الآخر على بطاقة حمراء.

على الرغم من أن الفريق أكمل المباراة بتسعة لاعبين فقط، رفض أنجي بوستيكوجلو التخلي عن أسلوبه القائم على الخط الدفاعي المتقدم، وكاد أن يُكافأ على شجاعته وتمسكه بفلسفته، وهو ما نال تقدير جماهير توتنهام.

لكن في النهاية، تمكن تشيلسي من استغلال المساحات الشاسعة خلف دفاع خصمه، وسجّل نيكولاس جاكسون هاتريك متأخرًا ليقود فريقه إلى الفوز بنتيجة 4-1.

صدام توخيل وكونتي – أغسطس 2022

تحولت مباراة كانت درامية في الأساس إلى مواجهة لا تُنسى بسبب الاشتباك بين المدربين المتنافسين توماس توخيل وأنطونيو كونتي عقب صافرة النهاية.

كانت الأعصاب مشتعلة على الخط الجانبي طوال مجريات اللقاء، وبدأت بوادر التوتر تظهر عندما تلقى توخيل وكونتي بطاقة صفراء بعد مشادة بينهما إثر هدف التعادل الذي سجله بيير إميل هويبيرج لتصبح النتيجة 1-1.

نم احتساب الهدف رغم احتجاجات تشيلسي على وجود خطأ ضد كاي هافيرتز في بداية الهجمة.

بعد ذلك، اندفع توماس توخيل جريًا متجاوزًا أنطونيو كونتي مدرب تشيلسي السابق وجهاز توتنهام الفني ليحتفل بهدف ريس جيمس الذي منح أصحاب الأرض التقدم 2-1.

لكن توتنهام قال كلمته الأخيرة، عندما أدرك هاري كين التعادل بعد ست دقائق من الوقت بدل الضائع، ليحرم تشيلسي من فوزٍ كان يستحقه، مرة أخرى شعر لاعبو تشيلسي بالظلم، بعد تجاهل الحكم لخطأ واضح على مارك كوكوريلا قبل هدف التعادل مباشرة.

ومع ذلك، لم تكن تلك أكثر اللحظات إثارة للجدل في الأمسية — إذ جاءت بعد صافرة النهاية، عندما تحوّلت المصافحة بين توخيل وكونتي إلى مشهد فوضوي، بعدما رفض توخيل ترك يد منافسه، فيما بدا أنه اعتراض على عدم نظر كونتي في عينيه، أدى ذلك إلى اشتباك جديد بينهما، وأسفر عن طرد المدربين الاثنين وتوجيه تهمٍ لهما من قِبل الاتحاد الإنجليزي.

ثنائية ديلي تُلهم توتنهام لفوز تاريخي خارج الديار – أبريل 2018

بالإضافة إلى سباق اللقب، فإن عودة تشيلسي الشهيرة في عام 2016 حرمت توتنهام أيضًا من واحدة من أفضل فرصه لإنهاء سلسلة انتظاره الطويلة لتحقيق فوزٍ في ملعب ستامفورد بريدج، لكن أخيرًا بعد عامين، انتهت اللعنة.

فبفضل عودة رائعة، حقق توتنهام فوزًا تاريخيًا بنتيجة 3-1، وهو أول انتصار لهم في ستامفورد بريدج منذ فبراير 1990 — أي بعد 28 عامًا كاملة.

معركة ستامفورد بريدج – مايو 2016

قليل من المباريات تُجسّد حدة العداء بين تشيلسي وتوتنهام مثل تلك التي عُرفت لاحقًا باسم “معركة ستامفورد بريدج”.

سافر توتنهام إلى مواجهة تشيلسي قبل تسع سنوات وهو بحاجةٍ ماسة إلى الفوز من أجل الإبقاء على آماله في المنافسة على اللقب.

لكن وعلى الرغم من أن تشيلسي لم يكن لديه ما يلعب من أجله بعد فشله في الدفاع عن لقبه، فقد كان مصممًا بشدة على منع غريمه من أن يخلفه بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز.

في البداية، بدا كل شيء يسير على ما يرام بالنسبة لـ توتنهام في ملعب ستامفورد بريدج، بعدما تقدموا 2-0 مع نهاية الشوط الأول بفضل هدفي هاري كين وسون هيونج-مين.

ومع ذلك، عندما بدأ تشيلسي العودة في النتيجة، وتوّجها إيدن هازارد بهدفٍ أسطوري منح الفريق التعادل 2-2 الذي أنهى آمال توتنهام في المنافسة على اللقب، تحولت المباراة إلى فوضى انضباطية كاملة.

كين يُعلن عن نفسه للعالم – يناير 2015

كانت الأهداف قد بدأت تتدفق بانتظام من هاري كين بقميص توتنهام، لكن أداءه في يوم رأس السنة ضد تشيلسي كان اللحظة التي جعلت الجميع يتوقفون ويلاحظون موهبته حقًا.

كان تشيلسي حينها متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز في طريقه لاستعادة اللقب، وامتلك أفضل سجل دفاعي في المسابقة، مع خط خلفي يقوده الثنائي المخضرم جون تيري وجاري كاهيل.

لكن كين جعل حياتهم صعبة للغاية بأداءٍ استثنائي قدّم فيه عرضًا كرويًا متكاملًا، ألهم به توتنهام لتحقيق فوزٍ كبير بنتيجة 5-3، وهو أول انتصار لهم على تشيلسي منذ نحو خمس سنوات.

مباراة الأهداف الثمانية في وايت هارت لين – مارس 2008

قدّم الفريقان مباراة كلاسيكية أخرى مليئة بالإثارة في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أسبوعين فقط من لقائهما في نهائي كأس الرابطة.

بدأ مهرجان الأهداف بواسطة اثنين من أصحاب الأهداف في النهائي، حيث تبادل ديدييه دروجبا وجوناثان وودجيت التسجيل مبكرًا، قبل أن يضيف مايكل إيسيان وجو كول هدفين آخرين ليمنحا تشيلسي التقدم 3-1 ويسيطر على مجريات اللقاء.

لكن ديميتار برباتوف — وهو أيضًا أحد هدافي نهائي ويمبلي — قلّص الفارق، قبل أن يسجّل توم هادلستون هدفًا رائعًا أعاد توتنهام إلى التعادل، بدا أن جو كول قد حسم هذا الديربي المثير عندما أحرز هدفه الثاني، لكن المباراة كانت لا تزال تخفي المزيد من الدراما.

أولًا، أحرز روبي كين هدفًا مذهلًا في الدقيقة 88 بتسديدة مقوّسة رائعة جعلت النتيجة 4-4، بعدما ارتدت الكرة إليه بالصدفة من ظهر ريكاردو كارفاليو.

ثم حصل توتنهام على فرصة هائلة لخطف الفوز في اللحظات الأخيرة، لكن كارلو كوديتشيني أنقذ مرمى تشيلسي بتصدٍ رائع في الوقت بدل الضائع، ليغادر البلوز الملعب مرتاحين لأنهم لم يخسروا مباراة كانوا على وشك الفوز بها.

آخر لقب محلي لتوتنهام – فبراير 2008

مرور الزمن جعل من تلك المناسبة الكبرى بين الناديين قبل 17 عامًا حدثًا أكثر أهمية مما كانت عليه حينها.

كانت مباراة نهائي كأس الرابطة الإنجليزية لعام 2008 بين قطبي لندن أول نهائي للكأس يُقام في ملعب ويمبلي الجديد.

كما تحتل هذه المباراة مكانة خاصة في تاريخ المواجهات بين الفريقين، إذ إنها تظل آخر مرة توّج فيها توتنهام بلقب محلي حتى اليوم.

كان تشيلسي يسعى للاحتفاظ باللقب الذي فاز به على حساب آرسنال في الموسم السابق، وبدت الأمور تسير في صالحه بعد أن سجّل ديدييه دروجبا هدف التقدم من ركلة حرة في الشوط الأول.

لكن ركلة جزاء ديميتار برباتوف أعادت توتنهام إلى أجواء المباراة، لتمتد إلى الوقت الإضافي، حيث سجّل جوناثان وودجيت هدفًا برأسه منح الفريق فوزًا تاريخيًا سيبقى حديث الجماهير لسنوات طويلة.

توتنهام ينهي انتظار الفوز على تشيلسي – نوفمبر 2006

شهد الديربي مباراة رائعة تميّزت بتألق العديد من اللاعبين، وانتهت بتحقيق توتنهام فوزًا طال انتظاره على تشيلسي في الدوري بعد 16 عامًا كاملة.

كانت واحدة من أولى اللحظات التي لا تُنسى في اللقاء هي التحام ليدلي كينج المذهل الذي أنقذ مرماه ومنع آرين روبن من التسجيل.

لكن لسوء حظ توتنهام، أدّى ذلك التدخل إلى ركلة ركنية استغلها لاعب الارتكاز الدفاعي كلود ماكيليلي ليسجّل منها هدف التقدم لصالح حامل اللقب تشيلسي بتسديدة رائعة.

أدرك مايكل داوسون التعادل برأسية متقنة أعادت توتنهام إلى أجواء المباراة، قبل أن يُكمل التألق آرون لينون بتسجيل هدف الفوز، بعدما تلاعب روبي كين بمدافع تشيلسي خالد بولحروز ومرر كرة عرضية مثالية من الجهة اليسرى.

الهاتريك المثالي لهاسيلباينك – مارس 2002

كان جيمي فلويد هاسيلباينك يعشق مواجهة توتنهام، إذ سجّل 13 هدفًا في مسيرته أمامهم — وهو أعلى رصيد له بالتساوي ضد نادٍ واحد.

وجاء اثنا عشر من تلك الأهداف خلال أحد عشر لقاءً بقميص تشيلسي، الذي دافع عن ألوانه لمدة أربعة مواسم.

بعد ثلاثة أيام فقط من فوز تشيلسي على توتنهام بنتيجة 4-0 في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، كرر الفريق النتيجة نفسها في الدوري الممتاز، وذلك بفضل هاتريك مثالي سجله جيمي فلويد هاسيلباينك.