قال هانسي فليك مدرب برشلونة، قبل السفر إلى مدريد لخوض أول مباراة له كمدرب لبرشلونة في ملعب سانتياجو برنابيو: “لن نغيّر أي شيء من أجل الكلاسيكو”.

يمر هذا الأحد عامٌ كامل على فوز برشلونة الساحق 4-0 على ريال مدريد، ولم تكن تلك المباراة مجرد استعراض لبداية مذهلة للموسم، بل أرست أيضًا أسلوبًا دفاعيًا لم يتمكن فريق كارلو أنشيلوتي من فك شفرته.

ويحل برشلونة ضيفاً على نظيره ريال مدريد، مساء الأحد، ضمن منافسات الجولة 10 من الدوري الإسباني.

يُعد الضغط وخط الدفاع من أبرز شواغل برشلونة منذ بداية الموسم، فالتغييرات في الدفاع، ورحيل إنييجو مارتينيز، والديناميكية الدفاعية الأخيرة، تعني أن الفريق الكتالوني يصل بعد مرور 365 يومًا وهو يحمل الشكوك نفسها التي تم دفنها قبل عام.

مبابي والوقوع في الفخ

كان ريال مدريد الفريق الذي وقع في مصيدة التسلل أكثر من أي فريق آخر أمام برشلونة الموسم الماضي، بإجمالي 12 مرة — أي أكثر بواحدة من ألافيس ومايوركا.

وقع مبابي في مصيدة التسلل ثماني مرات، وهي المباراة التي تم ضبط كيليان فيها متسللًا أكثر من أي مباراة أخرى منذ بدء تسجيل هذه الإحصائية في موسم 2017/2018.

وعند تحليل جميع تحركات اللاعب الفرنسي، يتّضح أن اللعبات تتبع نمطًا مشتركًا، فكل التمريرات التي انتهت بوقوعه في موقف تسلل جاءت من كرات طويلة في العمق، وهي أسهل في الدفاع عنها لأن خط الدفاع يبدأ من موقع مُتحكَّم فيه.

قال هانسي فليك آنذاك: “كمية العمل التي بذلناها في الجانب الدفاعي كانت من النقاط الرئيسية، لقد استثمرنا الكثير من الساعات في كيفية الضغط والدفاع، كان من المهم جدًا تنفيذ ذلك جيدًا لأننا كنا نعلم أنهم سيملكون مساحات”.

وعلّق أنشيلوتي قائلًا: “برشلونة استخدم مصيدة التسلل 65 مرة في الدوري الإسباني، كنا نعلم ذلك، كان من الممكن أن يحدث، لكننا حصلنا على ثلاث أو أربع فرص ولم نسجل”.

برشلونة يتصدر أوروبا

هذا الموسم، يقع خصوم برشلونة في مصيدة التسلل بمعدل 4.89 مرة في المباراة الواحدة، وهو معدل أعلى قليلًا من معدل الموسم الماضي (4.76).

وعلى أي حال، فالأرقام متشابهة جدًا، وفي كلتا الموسمين يُعد هذا الرقم الأعلى بين الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا.

ومع ذلك، فإن الانطباعات مختلفة تمامًا، فإشبيلية كان الفريق الذي وقع في مصيدة التسلل أكثر من غيره هذا العام (10 مرات)، وفي الوقت نفسه كان الأكثر إزعاجًا لمنظومة برشلونة الدفاعية.

بعد بضعة أسابيع من الكلاسيكو، بدأ الخصوم في مهاجمة برشلونة بطريقة مختلفة، فبدلًا من الاعتماد على التمريرات المباشرة من الخط الخلفي، حاولت الفرق المنافسة اللعب بتمريرة إضافية، إما بإرسال الكرة من الجناح أو بالبحث عن الربط مع لاعبي الخط الثاني.

ومن أمثلة الطريقة الأولى هدف فابيو سيلفا، وهو الهدف الثاني لفريق لاس بالماس في ملعب مونتجويك، أما من الطريقة الثانية، فقد أدى اختراق إيلايش موريبا إلى طرد مارك كاسادو في مباراة بالايدوس أمام سيلتا فيجو.

إزالة الشكوك

هذا الموسم، أصبح مبابي يتراجع قليلًا أكثر إلى الخلف أثناء اللعب، إذ انخفض متوسط موقعه الهجومي من 1.36 إلى 1.15.

وبعد عامٍ كامل من اليوم الذي رسّخ فيه برشلونة أسلوبه الدفاعي، سيعود الفريق الكتالوني إلى البرنابيو بالهدف نفسه: إزالة الشكوك.